الإثنين، 15 يوليو 2024 05:02 ص

حسام شلش: الإمام محمد عبده دعى لتطوير الأزهر.. ورافضو التجديد فشلوا في إدراك فائدة العلوم الحديثة

حسام شلش: الإمام محمد عبده دعى لتطوير الأزهر.. ورافضو التجديد فشلوا في إدراك فائدة العلوم الحديثة حزب المحافظين
الثلاثاء، 23 مايو 2017 04:31 م
كتب إبراهيم سالم
قال الكاتب والسيناريست، حسام شلش، خلال ندوة بحزب المحافظين، إن المجددين المنفيين من الأزهر هم من أعلام علمائه، وكذلك شيوخ الأزهر في مراحل مختلفة، والأزهر لا ينفك أن يفاخر بهؤلاء وقد حرم علمهم بإعلان أو بدون إعلان، ولم يضمنه مناهجه، وسكن تراث العلماء المجددين غياهب النسيان، فكان لزاما علينا التذكير بهم إيمانا منا بحديث شريف "من كتم علم الجمه الله لجام من نار يوم القيامه"، متسائلا، "كيف لا، وفي تراث هؤلاء المجتهدين الأجلاء ما يوئد الفتن التي اشتعلت نارها في الجسد الإسلامي، ويثبت الإسلام في نفوس أهله، ويدعو غير أهله إليه، ويطابق ما بين معتقد المسلمين وفعلهم وتلك هي المسألة تلك هي المسألة ليكونوا أو لا يكونوا."
 
وأردف "شلش": سأبدأ بإمامهم، الإمام محمد عبده وقد وجدت ضالتي في مقال منشور للدكتور صبري محمد خليل، أستاذ فلسفة القيم الإسلامية بجامعة الخرطوم، والذي أخذ أغلب مادته من مؤلف الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده، سألخص منه، منهج الإمام الفكري والثمن الذي دفعه لأنه فكر.
وتابع: الإمام محمد عبده تم القبض عليه وسجنه إبان الاحتلال الإنجليزى، ثم نفي من البلاد لمدة ثلاث سنوات، سافر خلالها إلى بيروت ثم باريس، لكي يلحق بجمال الدين الأفغاني، وأصدرا معا جريدة "العروة الوثقى"، وقابل بعض السياسيين الإنجليز، لمناقشة قضايا مصر والسودان، وسمح له الخديوى فيما بعد بالعودة لمصر، وعين قاضيا بالمحاكم الشرعية، وفي عام 1894م عين في لجنة لإدارة شئون الأزهر. 
 
واستطرد: لكن آرائه المتعلقة بتطوير الأزهر، قوبلت بمعارضة شديدة من شيوخ الأزهر المحافظين، فاستقال من اللجنة، وفي عام 1899م عين مفتيا للديار المصرية، وهو المنصب الذي شغله بقية حياته.
 
وأضاف، أن إصلاح العالم الإسلامى كانت القضية الفكرية الرئيسية للإمام محمد عبده، فمحوره الأساسى كان معالجه انحلال وضعف العالم الإسلامى، وحاجته للإصلاح، وكان يعتقد بأن رجال الأزهر لم يقوموا بواجبهم كما ينبغي لإيقاظ العالم الإسلامي من سباته العميق، كتب في جريدة الأهرام عام 1876م يقول، بأن رجال الدين الإسلامي، "وهم روح الأمة الإسلامية، فشلوا في إدراك فائدة العلوم الحديثة، وشغلوا أنفسهم بموضوعات لم يعد تناسب العصر الحديث." 
 
 
ونوه إلى أن الإمام محمد عبده كان يرى أن على المسلمين ألا يعتمدوا على تفاسير الفقهاء للنصوص في الماضي، وإنما هم بحاجة إلى استعمال العقل لمواكبة الأزمنة المتغيرة، فالإنسان لم يُخلق ليقاد باللجام، ولكن الله وهبه العقل حتى يقوده بالمعرفة، كما يرى أن دور المعلِّم يقتصر في توجيه الطالب نحو البحث، وكان يرى أيضا أن الإسلام يرفض التقليد الأعمى للتقاليد الموروثة، ويقول محمد عبده إن أعظم عطيتتين وهبهما الله من خلال الدين هما: استقلال الإرادة، واستقلال الفكر والرأي، وفى رأيه فإن ارتقاء الحضارة الغربية كان مبنيًا على هذين المبدأين.. فمن أشهر ما قاله الإمام "يجب تحرير الفكر من قيد التقليد، وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى.. والنظر إلى العقل باعتباره قوة من أفضل القوى الإنسانية، بل هي أفضلها على الحقيقة".
 
 
وعن الفتنة، قال "شلش"، إن الإمام محمد عبده دعى إلى تجاوز الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة، وتحقيق الوحدة المذهبية ، كما كان ينادي بأن كل المدارس الفكرية في الإسلام تأتي من منبع واحد، ولكنه بالرغم من ذلك كان ينتقد الأخطاء في هذه المدارس.
 
 

print