السبت، 27 أبريل 2024 03:50 ص

كيف فشلت أوروبا فى التعامل مع ملف "العائدين من داعش"؟.. باحث يجيب

كيف فشلت أوروبا فى التعامل مع ملف "العائدين من داعش"؟.. باحث يجيب داعش- أرشيفية
الثلاثاء، 19 مارس 2019 04:07 ص
توقع الدكتور طه على، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن تشهد الأيام المقبلة تزايداً فى معدلِ العمليات الإرهابية بواسطة "اليمين المتطرف"، على أن يقابل ذلك بعمليات لا تقل خطورة بواسطة "التنظيمات الإرهابية، متابعا: لقد شهدت أوروبا خلال الفترة الأخيرة عودة عددٍ من أبنائها المنخرطين فى تنظيم "داعش" الإرهابى بالشرق الأوسط، فى الوقت نفسه التي لم تختف الأسباب التي دفعتهم إلى تلك التنظيمات سواء كانت مادية أو اجتماعية أو حتى سياسية، وبالتالى يبدو هؤلاء العائدين خطرا محتملا بدرجةٍ كبيرةٍ خلال الفترة القادمة على الأمن الأوروبى بشكل عام، وهو ما حذِّرت منه بعض التقارير الاستخبارية في أوروبا أخيرا. وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن أنماط تنفيذ العمليات الأخيرة والمتوقعة أيضا أنها تحمل طابع العمل الفردي سواء بالأسلحة النارية كما حدث في نيوزيلاندا وهولندا، أو عمليات دهسٍ أو طعنٍ، مع ارتباط تلك الأعمال بدوافع اجتماعية ونفسية كما ظهر من اعترافات مرتكب حادث نيوزيلاندا الأخيرة إذ اعترف بحقده على المهاجرين، وخاصة المسلمين منهم. ولفت الدكتور طه على، إلى أن نزعة التطرف فى العالم ترتبط بدرجةٍ كبيرةٍ بفشل الحكومات في حل المشكلات الإقليمية والصراعات المزمنة كما هو الحال فى سوريا والعراق وقبل ذلك القضية الفلسطينية والانحياز الواضح للقادة الغربيين على حق الفلسطينيين وهو ما يصوره البعض فى الغرب كمبررٍ على ازدواجية النخب الحاكمة فى التعامل مع قضايا المقهورين حول العالم. وتابع الباحث فى علم الاجتماع السياسى: لا يزال تعامل الحكومات الأوروبية مع العائدين من دعش بالشرق الأوسط ينقصه التقدير الشامل، حيث يقتصر الأمر على التعامل معهم جنائياً والتحقيق معهم بعيداً عن معالجة أسباب انضمامهم إلى "داعش" بالأساس. وأوضح طه على، أن التنسيق الأمني الأوروبي لا يزال يعاني من قصور واضح على المستوى المؤسسي فقد عجز الأوروبيون عن تأسيس "وكالة استخبارات أوروبية موحدة" على غرار "وكالة المخابرات المركزية الأمريكية" (CIA) في ظل عدم كفاءة المؤسسات القائمة في مواجهة الإرهاب مثل الـ "يوروبول". وأكد الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن الأزمة التي تضرب الاقتصاد العالمي وما يترتب عليها من تزايد معدلات البطالة وغيرها من المشكلات الاجتماعية تلفت انتباه المتضررين منها بين أبناء القارة الأوروبية إلى النظر للمهاجرين باعتبارهم "مزاحمين" لم في بلادهم، بينما يرى المهاجرون أن السبب وراء ما هم فيه إنما هو دعم الحكومات الغربية للإرهاب والتدخل لإسقاط لشيوع الفوضى في بلدانهم، الأمر الذي يعكس حالةً متبادلةً من الحقد والكراهية بين كلا الجانبين؛ فمن غير المتوقع أن تتراجع حدة التطرف وبخاصة في الغرب، متابعا: ولمواجهة تلك الأزمة ينبغي على الحكومات الأوروبية إعادة النظر في سياسات التعامل مع العائدين من داعش والنظر إليهم اجتماعيا وليس جنائيا فحسب.

print