الأحد، 07 يوليو 2024 10:19 ص

"فاو" تحذر من انتشار فيروس "زيكا" وتؤكد: الخسائر البشرية بسببه يمكن أن تصبح مدمرة

"فاو" تحذر من انتشار فيروس "زيكا" وتؤكد: الخسائر البشرية بسببه يمكن أن تصبح مدمرة جوزيه جرازيانو داس يلفا المدير العام لمنظمة الفاو
الأربعاء، 10 فبراير 2016 01:49 م
كتبت أسماء نصار
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، استعدادها للتصدى لمواجهة وباء "زيكا"، للتقليل من خطره على البلدان المتضررة، والحد من مخاطر استشراء المرض دوليًّا، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

أكد جوزيه جرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، أن الخسائر البشرية من هذا الوباء "زيكا" يمكن أن تصبح مدمرة، مشيرًا إلى أنه لا بدّ من أن يعمل الجميع معًا نحو وثيق لضمان السيطرة على المرض.
وأضاف المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" - فى تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء – أن "المنظمة بكامل مواردها وخبراتها، على استعداد للنهوض بدورها فى التصدى لهذه الطوارئ، التى ما زالت قيد التطور"، مشيرًا إلى أن فيروس "زيكا" ينتقل إلى البشر فى المقام الأول عن طريق بعوض إذ إن أحد الإجراءات الأكثر حسمًا لمكافحة انتشار هذا المرض هو تكثيف السيطرة على أسراب البعوض فى المناطق المعرضة لخطرها.

وأشار المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، إلى أنه يمكن للمنظمة بوصفها وكالة الأمم المتحدة الرائدة فى مجال الرقابة الصحية للحيوانات والآفات، أن تساعد البلدان المتضررة فى تنفيذ تدخلات مستهدفة مع ضمان ألا يتعرض السكان أو البيئة لأخطار صحية، وغيرها من المخاطر الناجمة عن الاستخدام غير السليم للمواد الكيميائية ذات الخطورة الكامنة.

ولفت "جرازيانو" إلى أنه من المتوقع أن نرى فى المدى القصير على الأقل زيادة كبيرة فى استخدام المبيدات الحشرية لرش أسراب البعوض أو علاج المياه، مؤكّدًا أن هناك تدابير أكثر إلحاحًا وذات بساطة نسبية، يمكن اتخاذها لمكافحة انتشار فيروس زيكا، من خلال ضمان إزالة المياه الراكدة التى يلجأ إليها البعوض للتكاثر، وتحتاج المجتمعات المحلية إلى التشجيع والتوعية لضمان أن مياه الشرب المتاحة للقطعان الحيوانية فى الحاويات يجرى تفريغها وتنظيفها أسبوعيًّا، ولا بدّ من تجفيف البرك من المياه الراكدة وإزالتها.

وحثت منظمة "فاو" على تجنب الاستخدام المكثف للمبيدات إلا إذا كان ضروريًّا، فمن المتعين أن ينفَّذ بعناية كبيرة لتجنب المساس بالسلامة البشرية وحماية السلسلة الغذائية من التلوث، مؤكدة أن المنظمة تملك الخبرات لدعم للبلدان والمناطق المتضررة فى مكافحة انتشار "زيكا"، كما أصدرت "فاو" - بالمشاركة مع منظمة الصحة العالمية - مجموعة من التوصيات بشأن الإدارة السليمة للمبيدات الحشرية، فعلى سبيل المثال، أكدت أن من الأهمية بمكان أن تكون المبيدات المستخدمة ذات جودة عالية، وأن يجرى خلطها وتنويعها وفقًا لتعليمات الشركات المنتجة، على نحو يعزّز الفاعلية وسلامة الاستعمال.

وأكدت"فاو" أن أنشطتها الجارية فى مجالات الزراعة والصحة الحيوانية، إزاء التهديدات المرضية ذات الأصل الحيوانى، نتيجة لتغير المناخ، وفيما يخص النظم الأيكولوجية الزراعية وسياسات استخدام الأراضى والإنذار المبكر من الفاشيات المرضية الممكنة - على النحو المشاهد بالتعاون مع الشركاء بشأن حمى الوادى المتصدع، وهو مرض ينتقل أيضًا عن طريق البعوض فى أفريقيا - يمكن أن تصبح مفيدة للتنبؤ وضمان امتلاك البلدان لخطط التأهب فى الأمريكتين وغيرهما، ومن خلال عملها فى رصد الأنماط المناخية، من الممكن لمنظمة "فاو" أن تحلل تحركات البعوض وتغير موائله البيئية لتحديد تجمعات وانتقال البعوض الناقل لهذا المرض من سلالة (Aedes) على نحو يمكن أن يتيح مساهمة مهمة فى التخفيف من هذا المرض أو منعه.

كما يمكن أن تصبح خبرات المنظمة فى مكافحة الأمراض الحيوانية - الطاعون البقرى وأنفلونزا الطيور أو داء المثقبيات المنتقل عن طريق ذبابة "تسى تسى" - مفيدة لبلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى لمعالجة هذه المشكلة بالتعاون معها، ويتمثل أحد الحلول الممكنة على المدى الطويل فى تقنية الحشرة العقيمة، التى تم تطويرها فى إطار البرنامج المشترك بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لاستخدام التقنيات النووية فى مجالات الأغذية والزراعة، ويعتمد هذا الشكل من أشكال مكافحة الآفات على الإشعاعات المؤينة لتعقيم الحشرات الذكور، التى تربَّى بأعداد كبيرة فى مرافق خاصة، وقد استُخدمت التقنية بنجاح فى جميع أنحاء العالم طيلة أكثر من 50 عامًا فيلمكافحة مختلف الآفات الحشرية الزراعية، مثل ذبابة الفاكهة وذبابة تسى تسى والدودة الحلزونية وغيرها.

print