مصطفى مدبولى رئيس الوزراء
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً معلوماتياً حول مستقبل صناعة المنسوجات الذكية عالميًّا ومحليًّا تناول خلاله مفهوم المنسوجات الذكية، ودور الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء فى صناعة المنسوجات الذكية.
أوضح التقرير أن المنسوجات الذكية المستخدمة فى مجال النقل (Mobiltech) تستحوذ على أكبر شريحة فى السوق العالمية بقيمة 42 مليار دولار أمريكى وحصة تمثل 22% من السوق العالمية، تليها مجالات الصناعة (Indutech) والرياضة (Sportech) بقيمة 30 مليار دولار أمريكى (16%) و27 مليار دولار أمريكى 14% على التوالي، أى تمثل هذه الفئات الثلاثة نحو 52% من إجمالى سوق المنسوجات الذكية، وتمثل المنسوجات الذكية المنتجة باستخدام الأقمشة المنسوجة/ المحبوكة نحو (60 %)، وهو أعلى بكثير من الأقمشة غير المنسوجة أو المُكونة مزيجًا من الاثنين (%20 لكل منهما)، وأشار التقرير إنه وفقًا لتوقعات جامعة كامبريدج، فمن المتوقع أن تصل سوق المنتجات القابلة للارتداء التى تستخدم المنسوجات الذكية إلى 70 مليار دولار أمريكى فى عام 2022.
ويأتى إجمالى السوق العالمية للمنسوجات الذكية ما بين (190-200) مليار دولار أمريكى فى عام 2020 وتمثل قيمتها السوقية 27% من إجمالى سوق المنسوجات فى العالم، وتستهلك 22% من إجمالى الألياف على مستوى العالم، كما يبلغ معدل نمو المنسوجات الذكية عالميًّا نسبة 4.6% خلال العام مقارنة بـ 1% معدل نمو المنسوجات التقليدية، ومن المتوقع نموها بشكل سريع بنسبة ارتفاع 16% خلال السنوات الثلاث المقبلة لتصل إلى 220 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2025، إضافة إلى تجاوز معدل نمو صناعة المنسوجات الذكية بـ 400% مقارنة بنمو صناعة المنسوجات التقليدية خلال الفترة الأخيرة.
وتناول تقرير المركز تأثير جائحة كوفيد-19 على صناعة المنسوجات الذكية، خاصةً فى عامى 2020 و2021؛ حيث أجبرت الجائحة الشركات على تبنى ممارسات العمل عن بُعد، الأمر الذى أدى إلى فرض عمليات الإغلاق فى جميع الدول الكبرى للحد من انتشاره؛ مما أدى إلى تعطيل سلسلة التوريد ووقف أنشطة التصنيع، ومن ثَم تأخير الإنتاج، وعلى الرغم من عمل نسبة كبيرة من سكان العالم من المنزل والقيام بأداء أنشطة اللياقة البدنية فى الداخل، فإن الطلب قد ازداد على الملابس والملحقات الرياضية واللياقة البدنية المدمجة مع التطبيقات الذكية وأجهزة الاستشعار التى يمكنها مراقبة معدل ضربات القلب ومستوى الأكسجين، وهو ما سيعزز نمو سوق المنسوجات الذكية.
وأبرز التقرير التحديات الرئيسة التى تواجه تقنية المنسوجات الذكية حيث يُعَد الافتقار إلى المعايير واللوائح بمثابة قيد رئيسى لنمو السوق؛ كذلك فمن الممكن أن يشكل إنتاج المنسوجات الذكية مخاطر بيئية وصحية خطيرة؛ فبعض العمليات الرئيسة لصناعة النسيج، مثل "التبييض، والصباغة، والتحييد، والتجفيف، والطباعة، والتشطيب" تؤدى إلى تصريف نفايات سائلة عالية المستوى؛ مما يسبب تلوث التربة، فضلًا عن تلوث الهواء والمياه الجوفية والمياه السطحية. وبالتالي، فإن وضع معايير بيئية يُعَد ضروريًّا للسيطرة على التلوث الناتج عن صناعة النسيج والجلود، ومراعاة متطلبات تطوير المنتج بداية من التصميم إلى الإنتاج، كما يبرز تحدى أخر وهو عدم كفاية التخصصات الحالية لمواكبة صناعة المنسوجات الذكية؛ حيث تتطلب تكنولوجيا المنسوجات والهندسة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات إلى التخصصات المختلفة، لذا فمن الضرورى توفُّر مزيج من الكفاءات متعددة التخصصات، وتوضيح التقسيم المناسب للخطوات الفرعية فى صناعة المنسوجات الذكية.
وأشار التقرير إلى احتمالية وجود فرص استثمار فى صناعة المنسوجات التقنية فى مصر قد تكون متمثلة فى المواد الخام "خيوط وأقمشة الألياف الزجاجية، وأقمشة غير منسوجة مثل (البوليمر)". إضافة إلى احتمالية زيادة الطلب المحلى على المنتجات النهائية للمنسوجات الذكية فى مصر "منتجات الصحة والسلامة الشخصية، وأحزمة الأمان، والوسائد الهوائية، ومقاعد السيارات والسجاد، ومستلزمات المحلات الرياضية، والاستصلاح الزراعى والبنية التحتية ومشروعات البناء"، والتى تذهب مباشرة إلى مستهلكى المنتجات النهائية.
وأكد مركز المعلومات فى نهاية تقريره أن الألياف والمنسوجات الذكية وتطبيقاتها تُعد مجال بحث مهم فى مجال المنسوجات والملابس، بالإضافة إلى أهميتها فى اتجاهات تنمية المستقبل، وعلى الرغم من كونها لا تزال صناعة ناشئة، ولم تنضج بالكامل بعد، إلا أنها مع تقدم العلم والتكنولوجيا وجهود العاملين فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، سوف تتطور هذه الصناعة فى مصر.
