الأحد، 19 مايو 2024 04:54 ص

دار الإفتاء: الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج جائز رغم الاختلاف فى زمن حدوثها

دار الإفتاء: الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج جائز رغم الاختلاف فى زمن حدوثها دار الافتاء المصرية
السبت، 16 أبريل 2016 06:16 ص
كتب لؤى على
قالت دار الإفتاء المصرية: أن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج، فى شهر رجب جائز،رغم الاختلاف فى زمن حدوثها.

ويتجدد الجدل فى مثل هذا التوقيت من كل عام حول أن الاحتفال بتلك المناسبة هو نوع من أنواع البدع التى نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم.

الشيخ خالد عمران ،أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج مستحب، إحياء لذكرى احتفى القرآن بها لما قال تعالى "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا"، وفيه إحياء لقيمة السرور والسعادة بفضل الله، وذلك دعا إليه القرآن فى قوله تعالى "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون".

وأضاف فى تصريحات لبرلمانى، وهذا يوم من ايام الله الذى جاء فى القرآن الأمر بالتذكير بها فى قوله تعالى" وذكرهم بايام الله" .

فالاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج جائز شرعًا ولا شىء فيه، ما دام لم يشتمل على محرم بل على قران وذكر وتذكير؛ وخصوصا أنه لم يرد نهى عن ذلك .

فإن قيل: أن هذا أمر مُحدث، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) [رواه مسلم]، قلنا: نعم ولكن من أحدث فيه ما هو منه فليس بردٍّ بل هو حسن مقبول، فهذا سيدنا بلال رضى الله تعالى عنه وارضاه لم يتوضا وضوءًا إلا وصلى بعده ركعتين، وهذا صحابى جليل يقول بعد الرفع من الركوع: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعلِم النبى صلى الله عليه وسلم بذلك وسمعه فبشَّرهما، بالرغم من أن الشرع لم يأمر بخصوص ذلك وتلاوة القران الكريم وذكر الله تعالى من الدين، ولا شك أن هذا الكلام الذى يجعل الاحتفال بأيامنا الدينية والوطنية بدعة سيئة اغلاق الطريق أمام العقل المسلم وإغلاق طريق الإبداع والاجتهاد وإشاعة للكآبة والعبوس فى حياتنا.

وعن تحريم الاحتفال بتلك الذكرى ذكر موقع الشيخ السعودى بن باز، أنه يأت فى الأحاديث الصحيحة تعيينها لا فى رجب ولا غيره، وكل ما ورد فى تعيينها فهو غير ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة فى إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشىء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشىء ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شىء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة رضى الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا فى شىء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه، والنبى صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبى صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أن الاحتفال بها، وتعظيمها ليسا من الإسلام فى شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شرع فى الدين ما لم يأذن به الله، قال سبحانه وتعالى فى كتابه المبين من سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا}[2]، وقال عز وجل فى سورة الشورى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِى بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[3].

print