معركة حامية فى "مسقط رأس البرادعى"

وسط عشرات المراكز والمدن التى تضمّها محافظات مصر الـ 27، تحضر بعض هذه المدن فى الواجهة على خلفية ما تحمله من تاريخ سياسى واجتماعى، وما قدّمته لمصر من عطاءات ووجوه بارزة فى المجالات السياسية والعلمية والعملية، وكثير من المدن والمراكز قد لا تحظى بفرصة الوجود والترتيب إلا من خلال رمز أو وجه بارز أو رجل أعمال أو كاتب أو مفكر أو قائد عسكرى أو سياسى، ومن المدن التى تحتل مساحة بارزة فى منطقة الدلتا، بحكم الموقع والتاريخ والزخم الاجتماعى والاقتصادى، وبحكم ما قدمته من رموز ووجوه بارزة أيضًا، مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، التى قدمت لمصر المحامى البارز مصطفى البرادعى، نقيب المحامين الأسبق، ونجله الدكتور محمد البرادعى، رئيس الوكالة الدولة للطاقة الذرية السابق والحاصل على جائزة نوبل للسلام، وخلال هذه الأيام تظهر كفر الزيات فى المشهد السياسى بقوة، مع استعداداتها لانطلاق التصويت فى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، ضمن 102 دائرة فى 13 محافظة تُجرى فيها ثانى مراحل انتخابات مجلس النواب، وفى هذه الانتخابات تشهد دائرة كفر الزيات بمحافظة الغربية صراعًا شرسًا بين 21 مرشّحًا، يتنافسون على مقعدين خصصهما قانون تقسيم الدوائر الجديد للمدينة.

أحزاب المصريين الأحرار والوفد والنور ومستقبل وطن تتصدر المشهد

يتصدر مرشحو الأحزاب المشهد السياسى فى الدائرة وصراعها الانتخابى، إذ يدفع حزب المصريين الأحرار بالعمدة نبيل أبو باشا، عمدة قرية دلبشان وسليل عائلة المرحوم اللواء حسن أبو باشا، وزير الداخلية الأسبق، والذى يحظى بتأييد أهالى قرية دلبشان والقرى المجاورة، لما له ولعائلته من علاقات طيبة وتاريخ طويل من العمل السياسى بالدائرة.



كما يتقدم المشهد السياسى المستشار حسين خليل، نائب الدائرة السابق ومرشح المصريين الأحرار الحالى وسليل إحدى العائلات القضائية المعروفة، معتمدًا على تاريخ طويل من العمل السياسى والخدمى من خلال جمعية حقوق الإنسان، الذى يرأس مجلس إدارتها، كما أعلن "خليل" أنه تقدم باستقالته من القضاء للتفرغ للعمل الاجتماعى والشعبى وتحقيق العدالة الاجتماعية.



ويدخل الصراع أيضًا، المرشح أحمد الشناوى، سكرتير عام مساعد محافظة دمياط، مرشحا عن حزب "مستقبل وطن"، معتمدًا على أنصاره فى المحليات، كونه رئيس مدينة كفر الزيات السابق وله خدمات كثيرة فى جميع القطاعات بالدائرة، فى المركز والمدينة، كما دفع حزب "النور" السلفى فى هذه الانتخابات بمرشحه "ياسر عبد الغنى"، أمين مساعد الحزب، معتمدًا على أنصاره بالدعوة السلفية.

المستقلون يواجهون الأحزاب ويعلنون التحدى

على الجانب المقابل، وفى مواجهة باقة الأحزاب السياسية التى تخوض السباق فى الدائرة، أعلن المستقلون عن تحدّى مرشّحى الأحزاب، إذ يخوض المنافسة بقوة المرشح عيسوى محمد الهندوم، وشهرته "أشرف العيسوى"، معتمدًا على تاريخ سياسى اكتسبه من عضوية المجلس المحلى بمحافظة الغربية، وله علاقات قوية مع الشباب، كونه من الرياضيين ولاعب كرة قدم سابق لفترة طويلة بنادى "مالية كفر الزيات" ومركز شباب كفر الزيات، وهداف الفريقين وقتها، كما كان له دور بارز فى ثورة 30 يونيو.



ومن المستقلين أيضًا، صلاح الحصاوى، عضو مجلس محلى المحافظة سابقا، والذى دخل الانتخابات عدة مرات ووصل لجولة الإعادة فى مواجهة مرشحى جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن لم يحالفه الحظ، لينافس فى هذه المرة معتمدًا على أنصاره خلال الدورات السابقة، ويخوض السباق أيضًأ وائل شلتوت، ابن قرية الدلجمون، وأحد المرشحين الشباب ويُعد أصغر المتنفسين فى الدائرة، معتمدًا على أنصاره من شباب قرية الدلجمون، وعلاقاته بأهالى وشباب قرى الدائرة.



كذلك تشهد المنافسة فى كفر الزيات حضور العميد سليمان هجرس، الضابط السابق بالقوات المسلحة، والذى يعتمد على أنصاره بقرية الدلجمون، أكبر قرى الدائرة من حيث الكتلة التصويتية، كما تنافس بقوة المهندسة آمال عبد الحميد، معتمدة على كونها السيدة الوحيدة بين المرشحين، وعلى تاريخها الطويل كونها كانت مرشحة مقعد الكوتة فى برلمان 2010، وأنشأت جمعية خيرية تابعة للتضامن الاجتماعى لسهولة التواصل الجماهيرى.



ويخوض المرشح سمير نجا السباق فى دائرة "كفر الزيات" للمرة الثانية، معتمدًا على أهالى قريته "إبيار"، وينافسه فى نفس القرية المرشح محمد أبو اليزيد، الذى يخوض الانتخابات للمرة الثانية أيضًا، كما يدخل الصراع محمود عابدين عضو مجلس محلى المحافظة السابق والذى يحظى بتأييد أهالى قريته "منية إبيار"، ويخوض العميد محمد بدر الانتخابات معتمدًا على قريته "أكوه الحصة" وتاريخه كمعارض لنظام مبارك قبل ثورة 25 يناير، كونه أحد مؤسّسى حركة كفاية.